على عكس سيناريو "المؤامرة" الذي افترضه كثير من النقاد الرياضيين العرب في بداية الموسم الجاري، لم تفلح جهود مالك نادي تشلسي الروسي رومان أبراموفيتش في تحويل الفريق الإنجليزي إلى حصن كروي إسرائيلي.
فبعد تعاقده مع المدافع الإسرائيلي تال بن حايم القادم من بولتون الصيف المنصرم، وتعيينه للإسرائيلي الآخر أفرام جرانت مدرباً لتشلسي بدلاً من البرتغالي جوزيه مورينيو، توقع الكثيرون أن تمثل هذه الخطوات أجندة خفية يعمد اليهودي أبراموفيتش لتطبيقها من خلال استقدام رموز الكرة الإسرائيلية إلى النادي المرموق، رغبةً منه في دعمها ورفع مستواها لتضاهي أرقى المنتخبات الأوروبية الأخرى.
توقعات النقّاد الرياضيين العرب باءت بالفشل، إذ أشعلت تصريحات مدافع المنتخب الإسرائيلي البالغ من العمر 26 عاماً نار الخلاف بينه وبين مدربه، عندما انتقده قائلاً "لن يتمكن جرانت من تحقيق أي نتائج إيجابية مع تشلسي، ولم أكن لألتحق بالفريق لو علمت بقدومه للـ (بلوز)".
وأضاف في تصريحات أدلى بها لصحيفة "ذا صن" البريطانية يوم الأربعاء، "جئت إلى تشلسي للعمل تحت إمرة المدرب البرتغالي المحنّك جوزيه مورينيو، الذي أولاني كامل ثقته، واستعان بي كلاعبٍ أساسي، لكن استبعاد جرانت لي لن يعود بالنفع على الفريق".
من جهته لم يسكت جرانت ابن الـ 52 عاماً عن تصريحات مواطنه، بل قرر معاقبته بفرض غرامة مالية قدرها 80 ألف جنيه إسترليني استقطعت من راتب اللاعب، كما شكك في صحة ما قاله بن حايم عن وعود مورينيو بالاستعانة به كلاعب أساسي، "أستبعد أن يعد مورينيو بن حايم بإشراكه مكان جون تيري أو ريكاردو كارفاليو، أو حتى أليكس. على العموم، هذه مشكلة داخلية يتوجب عليّ التعامل معها بالطريقة التي تناسبني".
عقوبة جرانت كانت أقسى العقوبات المالية التي يمكن فرضها على بن حايم، إذ تنص قوانين الدوري الإنجليزي على ألا تتجاوز قيمة العقوبات المالية المفروضة على اللاعبين أكثر من راتب أسبوعين، أي ما يساوي 80 ألف جنيه في حالة المدافع الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن مالك النادي رومان أبراموفيتش ينحدر من أصول يهودية روسية، ويعمل باستمرار على تأييد قضايا بني جنسه، حيث عبّر غير مرة عن دعمه لقضايا اليهود في روسيا، كما اشتهر بمساعدته المادية وتأسيسه العديد من المشاريع لخدمتهم.
ولم يقتصر دعم أبراموفيتش لبني دينه على الروس فحسب، بل امتد ليشمل تمويل مشاريع تنفذ في القدس وتل أبيب وعددٍ من المدن الإسرائيلية الأخرى.
ويرى البعض أن أبراموفيتش تعاقد مع بن حايم من باب دعم الكرة الإسرائيلية، وإيصال أحد أبرز مواهبها إلى العالمية، مما قد يتسبب في شرخ الصدع بين رئيس تشلسي ومدربه الذي انتقد بدوره غير مرة سياسية "فرض اللاعبين" التي ينتهجها أبراموفيتش معه.