سؤال يجرح خاطري وألـــم صعــب
ضغطت على القلم بقوة ..أحسست أن السطور سوف تنهار من تحت أصابعي ..وكتبت بحزن :{{ إلى متى سوف أعيش }} ؟ رسمت بعد هذا السؤال علامة استفهام كبيرة ..فجأة سقط رأسي بين الأوراق وأخذت أبكي ..أضاع الدمع تدبيري ..وبلل جبيني..وبمرارة أنبعث صوت تفكيري بحزن يسابق أنفاسي المرعوبة .؟فأخذت أحدث نفسي : في كل مرة أسأل نفسي إلى متى سأعيش وحبيبي بعيد عني كل البعد (( تمتمت في أنفاسي : وجع الحلم يؤلمني ..وبكاء الفجر يفجعني ..وجراح البعد تقتلني ..والكل يردد على مسمعي سأموت (سأموت ! )) سؤال غصت به مشاعري ويجرح خاطري وألـــــم صعب .. فما هو أصعب ألـم .. وما هو الألـم الذي مهما برأ جرحه لا يكف عن النزف ؟! سؤال مر .. يشبه الجرح يخرج من بين ثنايا نفسي المعذبة .. لا شك أن البعض سيسافر به الخيال بعيداً وهو يستجدي ذاكرته لتجيب عنه .. وربما مر بمخيلة أفكار عدة وتعاريف لا حصر لها .. فالجواب .. إن أصعب ألم هو ما تصنعه أنت أيها الإنسان بيدك ! فقد توافقيني مرة وتندهشي مرة أخرى وقد تسائلي مرة ثالثة , وتقولي في نفسك كيف يعمل أو يصنع أصعب ألم بيديه ؟! ربما ترى في الأمر بعض الغرابة , ولكن ليس هناك أي غرابة ..فهكذا حال العشاق ..لا يخونون جراحهم أبداً .. فيجلبون أصعب ألم لأنفسهم !! فذاك الألم هو النتيجة الحتمية للوفاء , وشيمة المحبين الحقيقيين , والعودة لمن تحب بعد أن غدرك وخانك وباعك بأبخس الأثمان ولم يعر نزفك وجراحك أدنى انتباه ..فسرعان ما تنسى الألم ويطل الأمل من جديد و تنبت جذوره وتسطع شمسه على رياض قلبك فتعود إليه بعد أن كان قد هجرك وفعلت مثله بدورك وطويت صفحته وقذفت بها في دهاليز الماضي.. بدلاً عن التمسك بالمثل (( بع من باعك )).. تسوقك خطاك تسبقها اللهفة نحوه .. وينتفض قلبك ويبدأ في الأنين والآهات ويصبح حاله هو تلك الحالة قبل الهجر , ألم وحيرة , ويستمر مسلسل العذاب وتتواصل حلقات العذاب فتتعذب وتعود إليـــه.. تهيم به.. لا تجد من تشكو إليه وتفضفض له سوى الليل ليغدو أنيسك في معاناتك وجرحك الذي هو في حقيقته أكبر معاناة .. وعندئذ تجد نفسك وقد ضاقت بك الدنيا وتشعر بأنك وحيد خالي القلب لا تجد من يسكنه , مما يجبرك على العودة فتعود .. تعود وأنت تعلم في قرارة نفسك أنك تجرح كرامتك .. وتدوس على كل ما بقي لديك من أحاسيس ..فقط لترضي قلبك !! ويا ليت الأمر بقي عند هذا الحد , بل تعود لتجد الإذلال في انتظارك .. تجده وقد ملئت عيناه بكل سخرية الدنيا وشماتتها ..يرميك بنظرات الاحتقار ويفاجئك وهو يردد أغنية (( ردتك الأيام )).؟..وما أن تفيق من هذه الصدمة إلا تجد نفسك وقد اصطدمت بجدار سؤال أكثر حيرة وأكبر ألماً : وش ردك ؟ هنا مهما تمالكت نفسك وحاولت لملمة جراحك فلن تجد أمامك سوى إجابة واحدة تتشبث بها : { لا تسألني عن السبب .. أسأل الزمن الذي أعادني إليك .. أسأل قلبي الذي أجبرني على الركض صوب أحضانك} وتختم قولك بشيء يشبه الانكسار أو ربما هو : {{ أرجوك لا تشمت فيني .. فالزمان قد كفى ووفى }} وإن أصعب شيء في هذه الدنيا هو موت المشاعر ..فما أصعب أن تصبح شخصاً مجرداً منه ..آهـ ..لو الحب رجل لقتلته كما قتلني ..ولكن يا للأسف ؟؟ حرام اللي يوفي في هالزمن .؟.فقد مللت السؤال .لا تسأليني لماذا تمتلئ عيون المحب بالدموع ..لا تسأليني لماذا تسكن الحيرة أعماقي ..لا تسأليني لماذا لا تنام الكلمات بين شفاهي..لا تسأليني لماذا تغتال الهمسة قلوبنا والآهات ليالينا ..لا تسأليني عن أي شيء ..حتى عن نفسي ..فأنا في حيرة وألـم ..فلا تسأليني … للأنني مازلت أحــبــكِ حتى لو صار كرهكِ لي يسع الأرض ومن عليهـــا ...؟